7 Dec 2008

خاطرة في البرد طولت شويتين


....جالس في الليل ....
  البرد عاتي.....
  و الريح قاسي.....
  و ليلةُ قمرها بدرٌ......
  في بهائه وجهك........
  في صوته جزء من عيناكي ......
  في الظلمة الحالكة أكتب علي ضوء القمر ...
  الكون من حولي خالي......
  من اي نور صناعي ........
  سماء فجر صافية............
  علي صفحتها أري وجهك يبتسم ........
هل فعلاَ يبتسم لي أم ان هذه نظرة لوم , أم انك تبكي , لن أسامح نفسي ما حييت لو حدث ذلك . هل أنا مريض, هل أنا مجنون أم ان حال العاشقين كلهم كحالي .
هل كان سهلٌ علي رؤيتك أمامي و لا أستطيع فعل شئ و لا أكلمكي ولا حتي أسلم عليكي , وددت لو لم أركي إياي ابداَ حتي لا تتذكري يوماَ من أيامي , إن كانت سعيدة او كنت تريها هكذا, بالنسبة لي فهي فترة حياتي الحقيقية .
مشكلتي اني لا يفهمني في تلك الحياة إلا قلة قليلة جداَ.
بودي لو أنسي هذا اليوم و أسقطه من حساباتي و لكن كيف و هو يوم اقل ما يقال عنه انه يوم بلا شمس , بلا شدو طيور , بلا زقزقة عصافير .
لأول مرة من من أيام عدة تعود لبداية معرفتي بكي( اعني فترة قبل معرفتك) و انا لم ابصق في ذلك الوجه الذي يطالعني كلما نظرت في المرآة.
كنت قبلك كلما اراه ابصق في وجهه , و اوجه له السباب و اقول له لماذا انت حي؟ لماذا تعيش؟... و لمن تعيش؟.... 
فأنت موجود كغيابك لا تحدث فارقاَ في تلك الدنيا؟ لا يحبك احد ؟ لا يريدك أحد.

ولكن في الأمس حين طالعته قلت له ستعود لسابق عهدك يا مغفل , ألم اقل لك انه لا يريدك أحد.
ووجدت دمعته تفر من عينه و احمر وجهه و احتنق , وقد ملأ الدمع جفنيه , و ملأت الحسرة قلبه , و نطق بكلمات لم يسمعها غيري قال"((بعدما ودعت أمسي بالتي صوتها للحزن ينسي , هاأنا ذا من جديد , ولكن بجرح عميق , جرح لا ولن يلتئم ولو جمعو له الدنيا و ما فيها ))"
; ثم أضاف موجهاَ كلاه لي "(( فأنت لا تعلم من هي تلك التي غيرت حياتي و جعلتني انساناَ سوياَ , إنساناض يشعر......., إنساناَ تدفئه المشاعر الملتهبة في قسوة البرد , كنت جسد بلا روح, فبعثت هي في هذا الجسد روحاَ , روحاَ تحب الحياة , تتذوق الجمال ))" .
إن أكملت حياتي بعد اليوم فأنا أقولها لك أني لن أقابل و لو علي كوكب آخر من يقترب ولو بجزء بسيط من فتاتي , تلك التي غني لها المنشدون و المغنيون من قديم الزمان إلي يومنا هذا .

هي التي قال فيها منير: "ولو ابتديت بشفايفك النونو ما يكفنيش فيهم سبع دواويين, يعجبني توهانك في احلامك , يعجبني آخدك للكتب بالحضن " .
و هي من تغني لها نزار في دواوينه و قال عيناكي زمرد.
و قال فيها حليم الكثير و أنا شاهد علي ذلك.


]]هل أنا من يكتب هذه السطور الأن , لا أشعر أني انا , لا أقوي علي إكمال الكتابة , أميل رأسي للخلف , و أبكي و أنا في السماء , اسال نفسي هل ستسامحيني؟ , أم انك لا تغفري؟, رغم أنني جالس في هواء الشتاء الذي لا يرحم بملابس خفيفة لا تصد و لا تمنع صقيع , حافي القدمين علي رخام ناعم بارد جداَ
, و مع ذلك لا أتمني ان تعود الكهرباء الي الأسلاك , حتي أنعم بذلك الهدوء الجميل كي اتأملكي بصفاء ذهن غائب , لأن ذهني لا يفكر في سواكِ, و لا اتمني رجوعها حتي لا اضطر الدخول الي شقتي الكئيبة , و حتي لا أترك صورتكِ في السماء دون النظر اليها ............

.....أكمل يا قلمي و لا تخف فهي لن تري ذلك الكلام , و حتي لو رأته هل انت تكذب؟ أم انك تكتب ما أشعر به حقاَ و ما أحس به او قل جزءاَ ضئيلاَ منه ; لم تشطب علي الكلمات ألم اقل لك لن نريها ذلك الذي تسطره في ساعة من الليل البهيم الذي لا يراك فيه إلا الله لا إله إلا هو الذي رزقني بها هدية منه , رغم تقصيري معه , و لكن الله اشفق عل طول صبري , و لأنه يحبني لأنه خلقني , فهداني من تحبني ....... و أنا الذي لم اتوقع شئ كهذا.
أحمدك يا رب العالمين فأنت خالق كل شئ و مقدر كل شئ بموازين لا يعلمها سواك[[


نعود يا قلمي إلي ساعة نظرت لذلك الوجه في المرآة و أخذ يصف في حبيبته كما أن تكون أميرة متوجة علي أهل الأرض آتية من كوكب وردي في مكان بعيد هادئ, أو كأنها ملكة من ملكات المدينة الفاضلة التي تخلو من كل صفات الشر و الحقد و الحسد و النميمة , و تفيض بالحب و الخير و الطيبة و التسامح و الجمال و كل معاني السعادة .

لن أستطيع وصفها لك ((هكذا قال )) فهي لا يوجد من يضاهيها أو يفكر في أن يقترب من منزلتها .
صدقني فهي من عشت أحلم بها في يقظتي و بالطبع في نومي و كنت أسخر من نفسي و أقول ( من تبحث عنها ليست بشر إنها من الملائكة الذين لا يزورون الأرض او لعلها من ساكني القمر .
و أقول لنفسي ايضاَ ناصحاَ لها لا تعش الوهم و تتجاوز المنطق في حلمك , حتي لا تتعذب , وإن اردت ان تحلم فأحلم و لكن احلم بشئ معقول يمكن تحقيقه...... و ليس خيال .... كمن تصفها , فأنت قلت ان عيناها بحر تتوه فيهما, و تلمح في عينها شعراَ سجين , و تقول انها ملهمة الشعر من سالف الزمان إلي يومنا الحاضر , فكيف لم تأتي لهؤلاء البشر , و تأتي لك انت يا عديم الأحساس , يا صاحب القلب الميت , يا خاوي الشعور , يا بارد المشاعر .

فرضاَ وجدت تلك الفتاة الملائكية – التي جعلتني أشتاق لرؤيتها فقط – هل ستنظر لك ؟؟؟؟؟...... و لو نظرة مجرد النظر – لا أظن أن ذلك ممكن أن يحدث , ربما تنظر لك فقط شفقةَ علي حالك يا مسكين . 

كل ذلك الكلام السالف الذي نطق به – من نظرت في وجهه في المرآة –جعلني أتوه فكلامه تداخل مع بعضه البعض , و حكيه انساني الدنيا .
فهو يصف من لا يمكن وصفها .

 و بعد ذلك كله و بعد حديثه لنفسه , أوضحلي انه وجد من يرسمها في خياله و احلامه ;وجدها بعد صبر رهيب .........و و اخبرني انه هام بها شوقاض و عشقاَ – أكثر من ذي قبل – و حباَ و غراماَو اصبح طائراَ في الفضاء بلا أجنحة , ليس فقط لأنه وجدها بل ويا للسعادة انه شعر بحبها له و قرأ في عينيها بعض ذلك الحب و أحس قشعريرة تسري في جسمها – و هي الملاك الطاهر – عندما تراه .
لم يصدق و أحس كما انه ما زال يحلم و أمضي عدة أيام كي يدرك ما هو فيه , فهو لم يطمع يوماَ في حبها له , هو فقط يحبها و إن لم تعلم ذلك فهو كان راضياَ , فما بالك حينما تحبه هي الاخري..........................


و بعد ذلك يفقدها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 و يكمل هو قائلاَ : هل تتخيل فداحة ما انا فيه ؟؟؟! فأنا قد فقدت حبها لي و لكن مثل فتاتي من المستحيل ( و هي ليس لها مثيل) ان كانت تعبث بي .
هل هي خائفة كما قالت ؟؟ و لذا ارادت ان تبعد و تنأي عي , حتي لا تحزن لرؤيتي؟؟؟ ! ؟! لا أعلم ؟؟ ! مائة سؤال يدور في رأسي أحاول العثور علي إجابة و لكن لا يوجد .


فكرت في حل قررت اني سأضحك و أخفي تلك العبرات و ابتسم حتي لا أشعرها بشئ ولن أريها إياي حتي لا أسبب لها شئ من إحراج او حزن.
و يكفيني اني اراها امامي كل يوم .] كان قرار في منتهي الغباء علي فكرة يا حمار [
و سأعيش علي ذكراها ما حييت و لن أنسي يوماَ من تلك الأيام التي شعرت فيها بكياني ووجودي وإنسانيتي , يكفي انها جعلتني إنساناَ بعد ان كنت جماد لا طائل من وجوده .

لا أشعر بأطرافي و لا أقوي علي حمل القلم – ولذا تغير شكل الكتابة في مسودتي _ لأن أطرافي بدأت تتصلب بفعل البرد و لأني لم أتحرك من مقعدي من ساعة و أكثر , و كن بالرغم فأنا مشتعل من الداخل و تكفي حرارة صدري لعمل كوبين من الشاي الدافئ لي و لكِ , ففي قلبي حبها, و ها أنا ذا أبكيمن جديد بغزارة و أبلل الأوراق خوفاَ من ضياعها مني .

ذهبت للمرآة ثانيةَ فطالعني ذلك الوجه السالف ذكره , و سألته كيف حالك ؟؟؟.... قال لي انها لم تتركه و لم تفكر يوماَ مطلقاَ في تركه..................

فليكن الله معي و استطيع الذهاب اليها ثانيةَ بعدما فعلته معها امس , لأني كما ذكرت لم ارد ان اريها نفسي , و عندما رأيتها لم اكلمها و لكم المني ذلك , و لكني قلت ((يالغبائي)) حتي لا أتعب و لا تتعذب, كم ظلمتها أنا , أنا لا أستحق الحياة فكيف أظلم من بابتسامتها تتفتح الزهور, و لكن المشكلة في أنا , أنا مريض نفسي , بكلمة حلوة منها أكون أسعد المخلوقات بل و أطير –ثانيةَ- بل أجنحة , و إذا رأيتها حزينة أو واجمة , فإن الدنيا ساعتها تظلم في وجهي , هل تصدقني هي في ذلك أم تقول أنه كلام فقط , و ليس له اساس في الواقع ؟؟ الله شاهد و يشهد.....................!

و لكني وجدتها لم تجيبني علي كلامي فحسبتها لا تريدني , عذراَ سيدتي كما قال الشاعر, عذراَ سيدتي إن كنت – في نظرك – مخطئاَ و أنا كذلك .
فأقدم لكِ كل ما يمكن تقديمه و كل ما يرضيكي لعلكِ ترضي و تغفري لي خطيئتي.
فأنا آتي لكِ.........لبيكِ سيدتي و سعديكي , فالسعادة و الحنان بين يديكي و في رؤيتي و تأملي لعينيكي دواء لكل عللي . و لتذكري اني قلت اني قلت قبلاَ و كل من في الكون علي حبنا يغبطني بل و يحسدني .

 
  ........أغبي بني آدم في الكون ........
12؟11؟2008
3:42 ص

No comments: